بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
مسجد الفاتح ـ البحرين
مسجد بالي ـ اندونيسيا
مسجد برلين
مسجد بوترا جايا
مسجد
مسجد الأزهر
مسجد في الأردن
مسجد بني أمية بدمشق
مسجد عقبة بن نافع ـ القيروان
مسجد الكتبية بمراكش المغرب
مسجد الملك فهد بكاليفورنيا
مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في لوس أنجلوس
مسجد أبو أيوب الأنصاري باستانبول في تركيا
مسجد الجامع الأزهر بالقاهرة بمصر
مسجد قباء
مسجدقباء هو أول مسجد بني في الإسلام، فقد خطه الرسول صلى الله عليه وسلم بيده عندماوصل المدينة مهاجراً من مكة، وشارك في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة، وكانرسول الله صلى الله عليه وسلم يقصده بين الحين والآخر ليصلي فيه، ويختار أيام السبتغالباً، ويحض على زيارته . وقد جاء في الحديث (من تطهر في بيته وأتى مسجد قباء فصلىفيه صلاة فله أجر عمرة) وفي حديث آخر (من خرج حتى يأتي هذا المسجد ـ يعني مسجد قباءـ فصلى فيه كان كعدل عمرة).
اهتم المسلمون بمسجد قباء خلال العصور الماضيةفجدده عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم عمر بن عبد العزيز الذي بالغ في تنميقه وجعلله رحبة وأروقة، ومئذنة وهي أول مئذنة تقام فيه، وفي سنة 435هـ جدده أبو يعلىالحسيني، وفي سنة 555هـ جدده جمال الدين الأصفهاني، وجدده أيضاً بعض الأعيان والمحسنين في سنة 671 و 733 و 840 و 881 هـ وفي عهد الدولة العثمانية جدد عدة مراتآخرها في زمن السلطان عبد المجيد.
وفي العهد السعودي لقي مسجد قباء عناية كبيرةفرمم وجددت جدرانه الخارجية وزيد فيه من الجهة الشمالية سنة 1388هـ . وفي عام
-------------------------------------------------
طيب المساجد وزينة الصلاة
محمد بن صالح الخزيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعينوبعد:
فإن المساجد أماكن يشع فيها نور النبوة، ويلتئم فيها صف الأمة، منزهة عن كل لغوودنس، ومحفوظة من كل ضرر، ملكها بين المسلمين مشاع، وحقها عليهم المحبة والإكرام،وعمارتها بصالح الأعمال: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَبِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْيَخْشَ إِلاَّ اللّهَ[التوبة:18]، والمساجد من أحب البلاد إلى الله، وأشرفها منزلة، منأحبَّها لأجل الله كان حبه لها دين وعبادة، وربح وزيادة، ومن تعلق قلبه بها أظلهالله تحت عرشه يوم القيامة. صيانتها عند الأدناس قربة، وتنظيفها طاعة، وتطييبهاعبادة. أرأيت حال الرسولصلى الله عليه وسلم عندما رأى نخامة في جدار المسجد تغير وجهه، منكراً ذلك الفعل وآمراًبإزالته. و من عظيم فضل العناية بالمسجد أن جارية دخلت الجنة بسبب كنسها له.
أخي المسلم:
الآن عرفت منزلة المسجد ومكانته في الإسلام، بشيء من الإيجاز والاختصار، غير أنواقع كثير من المساجد الآن تشكو حالها، وتبكي مآلها، لقلة وعي أكثر أهلها بأحكامهاوآدابها. فهذا يرتادها بلباس نومه، وذاك بثوب حرفته، وآخر ببنطال كرته، ورابع بكريهرائحته، وخامس بسوء فعله، كل هذا يدل على عدم الإحترام والتقدير للمسجد وللمصلينففي الحديث{من أكل الثوم والبصل فلا يقربن مسجدنا فإنالملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم} [رواه البخاري ومسلم]، فأربأبنفسك عن أذية إخوانك المصلين وملائكة الله المقربين.
أخي المصلي: اعلم أن حسن المظهر وجميل الملبس، وطيب الرائحة مطالب إسلامية رغبالشارع فيها عند أداء الصلاة وعند حضور الجمع والجماعاتيَا بَنِيآدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ[الأعراف:31]. أيضاً أفرأيتلِما شُرع السواك عند الصلاة لأنه مطهرة للفم ومرضاة للرب. إذاً يجدر بالمؤمن أنيصرف شيئاً من زينته لله سبحانه وتعالى وذلك عند الوقوف بين يديه فيأتي إلى عبادةربه على أحسن حال.
وقدوتنا في ذلك نبينا محمد بن عبد اللهصلى الله عليه وسلم حيث كان يلبس أحسن لباسويتعطر بأزكى رائحة بل كان عبق طيبة يفوح في طريقه، وقد أخذ بهذا المبدء خير القرونمن بعده فنهجوا نهجه، وسلكوا هديه، فعظموا الدين فأعلى الله شأنهم وأبقى ذكرهم فلنامع أولئك الرجال الأفذاذ وقفات لمعرفة واقع المساجد في نفوسهم ومكانة الصلاة فيقلوبهم لنقيس حالنا بحالهم، فنلتزم نهجهم ونحذر مخالفتهم. فقد قيل:
نعيب زماننا والعيبُ فينا *** وما لزماننا عيبٌ سوانا
فأهدي هذه الوقفات لأهل القلوب الحية، والنفوس الزكية، والأذان الصاغية للإحتذاءوالإقتداء والإهتداء. والله المستعان وعليه التكلان.
الوقفة الأولى: منزلة الطيب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الطيب من كل شيء هو مختار الله سبحانه وتعالى لهذا فطر الناس عليه، وجمع أطيبالأشياء لنبيهصلى الله عليه وسلم ، فله من الأخلاق والأعمال أطيبها وأزكاها، ومن المطاعم أطيبها وأزكاها،ومن الروائح أطيبها وأزكاها. لذا كان من أخلاقه التطيب، يحبه ويكثر منه بل هو إحدىمحبوباته الدنيوية ففي الحديث{حُبب إلي من الدنيا،النساء والطيب، وجُعلت قُرة عيني في الصلاة} [رواه أحمد وصححهالألباني].
ومن خصائصهصلى الله عليه وسلم طيب الرائحة فجسمه يفوح طيباً فعن أنس بن مالكرضي الله عنه قال: {ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً أطيب من ريح الرسولصلى الله عليه وسلم } [رواه مسلم]. بل إذا وضع يدهصلى الله عليه وسلم على رأس الصبي عرف أهلهأنهصلى الله عليه وسلم قد مسابنهم لطيب رائحة الصبي، ومع هذه الرائحة العطرة، فقد كان الرسولصلى الله عليه وسلم يكثر ويبالغ في استعمالالطيب حتى أنك لتجد لمعان المسك في مفرق رأسه، ولربما استمر الطيب في رأسه أياماًلكثرته.
وكان يُعرف بطيب رائحته إذا أقبل أو أدبر، فمن كانت هذه صفته فهو أبعد الناس عنالرائحة الكريهة، بل إنه ترك كثيراً من المباحات كالثوم والبصل والكراث ونحوهالرائحتها الكريهة فهو طيب لا يقبل إلا الطيب.
فهذه صورة مشرقة، وأدب رفيع، وحقيقة ثابتة نسوقها إلى كل مسلم ليرتفع في سلوكهوأدبه إلى مصاف النفوس السليمة، مجانباً كل خلق قد يؤدي إلى أذية المسلمين عامةوالمصلين خاصة.
الوقفة الثانية: طيب المساجد:
أخي المصلي: اعلم أنه كلما شرف المكان وطاب كلما كان أولى أن يُشرف ويحترم، ولماكان الطيب والبخور من علامات الإكرام والتشريف كان حريّا أن نجدها في أماكن العبادةفهي أولى بالشذا، وأحرى بالندى، وكيف لا، والمسلم مأمور بأن يأخذ زينته عند كل مسجديَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ[الأعراف:31].
فالمساجد أماكن عامة، تؤدى فيها أعظم عبادة، فهي بحاجة إلى كل عناية ورعاية،لتؤدي النفس عبادتها وهي مقبلة بخشوع وطمأنينة.
أرأيت آكل الثوم والبصل لما آذى المصلين برائحته أمره الشارع بالخروج من المسجدتعزيراً له. إذاً; طلب الرائحة الطيبة للمسجد مطلب رفيع. وغاية مقصودة في دينالإسلام. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: {أمر رسولصلى الله عليه وسلم ببناء المساجدفي الدور، وأن تنظف وتطيب} [رواه الخمسة إلا النسائي ورجاله ثقات]. والدور: هي الأحياء. وعند ابن ماجة{واتخذوا علىأبوابها المطاهر وجمّروها في الجُمع}المطاهر: محال الوضوء. والتجمير: هو التبخر لها.
و تطييب المساجد عام لكل أحد من إمام ومؤذن وغيرهما، وإن أُوكل الأمر لأحد كانأفضل وأكمل. والتطيب يكون بعود البخور أو الندى وغيرهما مما هو مستحسن عُرفاً،وسواء كان مما يتبخر به أو يرش رشاً أو غيرهما فالمقصود هو جلب الرائحة الزكية. وهذه الخصلة غابت عن الكثير من المصلين، وبعض الأئمة والمؤذنين. مع أنها قربةوعبادة وطاعة وامتثال. ويتأكد تطييب المساجد يوم الجمعة لما سبق، ولأن عمررضي الله عنه كان يطيب مسجدالرسولصلى الله عليه وسلم كلجمعة قبل الصلاة. كما أن عبد الله بن الزبيررضي الله عنه كان يبخر الكعبة في كليوم ويضاعف الطيب يوم الجمعة. وسار على هذه السنة السلف والخلف حتى أن معاوية
---------------------------------------
المسجد الحرام
المسجد الحرام هو أول وأعظم مسجد في الإسلام ويقع في قلب مدينة مكة غرب المملكة العربية السعودية وتتوسطه الكعبة المشرفة التي هو أول بناء وضع على وجه الأرض، وهذه هي أعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض عند المسلمين. والمسجد الحرام هو قبلةالمسلمين في صلاتهم.
قال تعالى
" إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ " (آل عمران: آية 96)
والمسجد الحرام هو هو أول المساجد الثلاثة التي تشجد لها الرحال. فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: لا تُشَدُّ الرِّحَال إلاَّ إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى.
يحتوي المسجد الحرام على :
· الكعبة المشرفة
· حجر إسماعيل
· بئر زمزم
· مقام إبراهيم
· الصفا والمروة
· المطاف والمسعى
المسجد الحرام عبر العصور :
قبل الإسلام
يرجع بناء الكعبة إلى عهد سيدنا آدم عليه السلام الا انها دمرت عبر السنين ولم يبقى مكانها شئ إلى أن اوحى الله إلى سيدنا إبراهيم بمكان البيت. قال تعالى: (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود).
وهـكذا أمر الله سبحانه وتعالى إبراهيم عليه السلام ببناء البيت الحرام وذكر القرآن الكريم بناء سيدنا إبراهيم وابنه اسماعيل للكعبة. ولقد جاءه جبريل عليه السلام بالحجر الأسود ولم يكن في بادئ الأمر اسود بل كان أبيضاً يتلألأ من شدة البياض وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك) حديث.
ثم أعيد بناء الكعبة في عهد قريش،
بعد عام الفيل بحاولي ثلاثين عاماً بعد أن حدث حريق كبير بالكعبة نتج عن
محاولة امرأة من قريش تبخير الكعبة فاشتعلت النار وضعف البناء ثم جاء سيل
حطم أجزاء الكعبة فأعادت قريش بناء الكعبة.
-----------------------------
دور المسجد الروحي على الأمن الاجتماعي
إن
للمسجد دوراً هاماً في حياة المسلمين، ومزايا جمة يجهلها كثير من الناس،
فهو المدرسة الجامعة لكل معاني الحياة، من محراب للعبادة، ومنارة للعلم
والمعرفة إلى دار للقضاء والصلح بين الناس وعقد ألوية الجهاد والدفاع عن
الأمة وكرامتها، المسجد على مدار التاريخ ملاذ الحائرين، وملجأ التائبين،
وآمال الباحثين عن الأمن والاستقرار، يقول تعالى: ((أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ
تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)) فجعل الله الأمن
والأمان وطمأنينة القلوب مرتبطة بذكر الله سبحانه وتعالى، الذي هو شغل
العابدين في بيوت الله، يقول تعالى: ((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ
تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ )) ففي هذا المكان الذي يعرج فيه العمل
والدعاء إلى السماء، لا يعمره إلا الطاهرون الصادقون في توجههم إلى الله،
لا يخافون ولا يخشون إلا الله لا يستعينون إلا بالله، قال تعالى:
((إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا
اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)).
ولهذا الدور العظيم في
حياة الأمة، كان أول عمل فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد هجرته من
مكة إلى المدينة هو بناء مسجد قباء، ليلفت الأنظار ويوجه القلوب إلى أهمية
هذا المكان الطاهر الذي خرج الجيل الأول من أصحاب رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- ، الذين نشروا العلم والإيمان في مشارق الأرض ومغاربها، عندما
جعلوا مخافة الله بين أعينهم، ورضا الله غايتهم، فكللوا جبين الدهر شرفاً
وفخاراً.
ثم خلف من بعدهم خلف
أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات، وانقلبت معظم المساجد إلى دور وثكنات،
للجماعات والفرق والأحزاب، فخلت من الروح، وبعدت عن دورها الريادي والقيادي
في بناء الإنسان ونشر الأمن والاستقرار إلى تخريج أفراد وأفكار ما أنزل
الله بها من سلطان، فدخلوا في متاهات وظلمات الجهل والخراب، فضيعت الجهود،
وقتلت روح الإبداع والابتكار، وبقينا في ذيل الأمم، لا نحرك ساكنا، ولا
نرفع ظلماً ولا نحرر أسرى أو أسيرات يبكون الحجارة والصخور الصماء من الظلم
الواقع عليهم من قتلة المرسلين والأنبياء. وبقيت مقدساتنا هدفاً يدنس كل
يوم من قبل الحاقدين والمتوطنين الغرباء.
وبعد أن كان المسجد الجامع
للأمة الحريص على وحدتها وقوتها، أصبح مكان الاختلاف والنزاع، والاقتتال
أحياناً على أتفه السباب بين أصحاب الدين الواحد، والقرآن الواحد، والقبلة
الواحدة، وهذا كله بسبب غياب الدور الرئيسي والأساسي لبيوت الله.
((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً)).
هذه الدعوة الخالدة في
بيوت الله، عبادة الله لا نشرك به أحداً، ولكن في أيامنا هذه أصبح كثير من
الناس يعبدون أحزابهم وحركاتهم، ويدافعون عنها أكثر من دفاعهم عن الإسلام،
فاصبحوا عباداً لها ودخلوا في الشرك من حيث لا يعلمون أو يعلمون تعصباً وكبراً أحي
وفى نهاية الموضوع
أتمنى أن ينال إعجاب الجميع
اهتم المسلمون بمسجد قباء خلال العصور الماضيةفجدده عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم عمر بن عبد العزيز الذي بالغ في تنميقه وجعلله رحبة وأروقة، ومئذنة وهي أول مئذنة تقام فيه، وفي سنة 435هـ جدده أبو يعلىالحسيني، وفي سنة 555هـ جدده جمال الدين الأصفهاني، وجدده أيضاً بعض الأعيان والمحسنين في سنة 671 و 733 و 840 و 881 هـ وفي عهد الدولة العثمانية جدد عدة مراتآخرها في زمن السلطان عبد المجيد.
وفي العهد السعودي لقي مسجد قباء عناية كبيرةفرمم وجددت جدرانه الخارجية وزيد فيه من الجهة الشمالية سنة 1388هـ . وفي عام
-------------------------------------------------
طيب المساجد وزينة الصلاة
محمد بن صالح الخزيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعينوبعد:
فإن المساجد أماكن يشع فيها نور النبوة، ويلتئم فيها صف الأمة، منزهة عن كل لغوودنس، ومحفوظة من كل ضرر، ملكها بين المسلمين مشاع، وحقها عليهم المحبة والإكرام،وعمارتها بصالح الأعمال: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَبِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْيَخْشَ إِلاَّ اللّهَ[التوبة:18]، والمساجد من أحب البلاد إلى الله، وأشرفها منزلة، منأحبَّها لأجل الله كان حبه لها دين وعبادة، وربح وزيادة، ومن تعلق قلبه بها أظلهالله تحت عرشه يوم القيامة. صيانتها عند الأدناس قربة، وتنظيفها طاعة، وتطييبهاعبادة. أرأيت حال الرسولصلى الله عليه وسلم عندما رأى نخامة في جدار المسجد تغير وجهه، منكراً ذلك الفعل وآمراًبإزالته. و من عظيم فضل العناية بالمسجد أن جارية دخلت الجنة بسبب كنسها له.
أخي المسلم:
الآن عرفت منزلة المسجد ومكانته في الإسلام، بشيء من الإيجاز والاختصار، غير أنواقع كثير من المساجد الآن تشكو حالها، وتبكي مآلها، لقلة وعي أكثر أهلها بأحكامهاوآدابها. فهذا يرتادها بلباس نومه، وذاك بثوب حرفته، وآخر ببنطال كرته، ورابع بكريهرائحته، وخامس بسوء فعله، كل هذا يدل على عدم الإحترام والتقدير للمسجد وللمصلينففي الحديث{من أكل الثوم والبصل فلا يقربن مسجدنا فإنالملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم} [رواه البخاري ومسلم]، فأربأبنفسك عن أذية إخوانك المصلين وملائكة الله المقربين.
أخي المصلي: اعلم أن حسن المظهر وجميل الملبس، وطيب الرائحة مطالب إسلامية رغبالشارع فيها عند أداء الصلاة وعند حضور الجمع والجماعاتيَا بَنِيآدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ[الأعراف:31]. أيضاً أفرأيتلِما شُرع السواك عند الصلاة لأنه مطهرة للفم ومرضاة للرب. إذاً يجدر بالمؤمن أنيصرف شيئاً من زينته لله سبحانه وتعالى وذلك عند الوقوف بين يديه فيأتي إلى عبادةربه على أحسن حال.
وقدوتنا في ذلك نبينا محمد بن عبد اللهصلى الله عليه وسلم حيث كان يلبس أحسن لباسويتعطر بأزكى رائحة بل كان عبق طيبة يفوح في طريقه، وقد أخذ بهذا المبدء خير القرونمن بعده فنهجوا نهجه، وسلكوا هديه، فعظموا الدين فأعلى الله شأنهم وأبقى ذكرهم فلنامع أولئك الرجال الأفذاذ وقفات لمعرفة واقع المساجد في نفوسهم ومكانة الصلاة فيقلوبهم لنقيس حالنا بحالهم، فنلتزم نهجهم ونحذر مخالفتهم. فقد قيل:
نعيب زماننا والعيبُ فينا *** وما لزماننا عيبٌ سوانا
فأهدي هذه الوقفات لأهل القلوب الحية، والنفوس الزكية، والأذان الصاغية للإحتذاءوالإقتداء والإهتداء. والله المستعان وعليه التكلان.
الوقفة الأولى: منزلة الطيب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الطيب من كل شيء هو مختار الله سبحانه وتعالى لهذا فطر الناس عليه، وجمع أطيبالأشياء لنبيهصلى الله عليه وسلم ، فله من الأخلاق والأعمال أطيبها وأزكاها، ومن المطاعم أطيبها وأزكاها،ومن الروائح أطيبها وأزكاها. لذا كان من أخلاقه التطيب، يحبه ويكثر منه بل هو إحدىمحبوباته الدنيوية ففي الحديث{حُبب إلي من الدنيا،النساء والطيب، وجُعلت قُرة عيني في الصلاة} [رواه أحمد وصححهالألباني].
ومن خصائصهصلى الله عليه وسلم طيب الرائحة فجسمه يفوح طيباً فعن أنس بن مالكرضي الله عنه قال: {ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً أطيب من ريح الرسولصلى الله عليه وسلم } [رواه مسلم]. بل إذا وضع يدهصلى الله عليه وسلم على رأس الصبي عرف أهلهأنهصلى الله عليه وسلم قد مسابنهم لطيب رائحة الصبي، ومع هذه الرائحة العطرة، فقد كان الرسولصلى الله عليه وسلم يكثر ويبالغ في استعمالالطيب حتى أنك لتجد لمعان المسك في مفرق رأسه، ولربما استمر الطيب في رأسه أياماًلكثرته.
وكان يُعرف بطيب رائحته إذا أقبل أو أدبر، فمن كانت هذه صفته فهو أبعد الناس عنالرائحة الكريهة، بل إنه ترك كثيراً من المباحات كالثوم والبصل والكراث ونحوهالرائحتها الكريهة فهو طيب لا يقبل إلا الطيب.
فهذه صورة مشرقة، وأدب رفيع، وحقيقة ثابتة نسوقها إلى كل مسلم ليرتفع في سلوكهوأدبه إلى مصاف النفوس السليمة، مجانباً كل خلق قد يؤدي إلى أذية المسلمين عامةوالمصلين خاصة.
الوقفة الثانية: طيب المساجد:
أخي المصلي: اعلم أنه كلما شرف المكان وطاب كلما كان أولى أن يُشرف ويحترم، ولماكان الطيب والبخور من علامات الإكرام والتشريف كان حريّا أن نجدها في أماكن العبادةفهي أولى بالشذا، وأحرى بالندى، وكيف لا، والمسلم مأمور بأن يأخذ زينته عند كل مسجديَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ[الأعراف:31].
فالمساجد أماكن عامة، تؤدى فيها أعظم عبادة، فهي بحاجة إلى كل عناية ورعاية،لتؤدي النفس عبادتها وهي مقبلة بخشوع وطمأنينة.
أرأيت آكل الثوم والبصل لما آذى المصلين برائحته أمره الشارع بالخروج من المسجدتعزيراً له. إذاً; طلب الرائحة الطيبة للمسجد مطلب رفيع. وغاية مقصودة في دينالإسلام. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: {أمر رسولصلى الله عليه وسلم ببناء المساجدفي الدور، وأن تنظف وتطيب} [رواه الخمسة إلا النسائي ورجاله ثقات]. والدور: هي الأحياء. وعند ابن ماجة{واتخذوا علىأبوابها المطاهر وجمّروها في الجُمع}المطاهر: محال الوضوء. والتجمير: هو التبخر لها.
و تطييب المساجد عام لكل أحد من إمام ومؤذن وغيرهما، وإن أُوكل الأمر لأحد كانأفضل وأكمل. والتطيب يكون بعود البخور أو الندى وغيرهما مما هو مستحسن عُرفاً،وسواء كان مما يتبخر به أو يرش رشاً أو غيرهما فالمقصود هو جلب الرائحة الزكية. وهذه الخصلة غابت عن الكثير من المصلين، وبعض الأئمة والمؤذنين. مع أنها قربةوعبادة وطاعة وامتثال. ويتأكد تطييب المساجد يوم الجمعة لما سبق، ولأن عمررضي الله عنه كان يطيب مسجدالرسولصلى الله عليه وسلم كلجمعة قبل الصلاة. كما أن عبد الله بن الزبيررضي الله عنه كان يبخر الكعبة في كليوم ويضاعف الطيب يوم الجمعة. وسار على هذه السنة السلف والخلف حتى أن معاوية
---------------------------------------
المسجد الحرام
المسجد الحرام هو أول وأعظم مسجد في الإسلام ويقع في قلب مدينة مكة غرب المملكة العربية السعودية وتتوسطه الكعبة المشرفة التي هو أول بناء وضع على وجه الأرض، وهذه هي أعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض عند المسلمين. والمسجد الحرام هو قبلةالمسلمين في صلاتهم.
قال تعالى
" إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ " (آل عمران: آية 96)
والمسجد الحرام هو هو أول المساجد الثلاثة التي تشجد لها الرحال. فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: لا تُشَدُّ الرِّحَال إلاَّ إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى.
يحتوي المسجد الحرام على :
· الكعبة المشرفة
· حجر إسماعيل
· بئر زمزم
· مقام إبراهيم
· الصفا والمروة
· المطاف والمسعى
المسجد الحرام عبر العصور :
قبل الإسلام
يرجع بناء الكعبة إلى عهد سيدنا آدم عليه السلام الا انها دمرت عبر السنين ولم يبقى مكانها شئ إلى أن اوحى الله إلى سيدنا إبراهيم بمكان البيت. قال تعالى: (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود).
وهـكذا أمر الله سبحانه وتعالى إبراهيم عليه السلام ببناء البيت الحرام وذكر القرآن الكريم بناء سيدنا إبراهيم وابنه اسماعيل للكعبة. ولقد جاءه جبريل عليه السلام بالحجر الأسود ولم يكن في بادئ الأمر اسود بل كان أبيضاً يتلألأ من شدة البياض وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك) حديث.
ثم أعيد بناء الكعبة في عهد قريش،
بعد عام الفيل بحاولي ثلاثين عاماً بعد أن حدث حريق كبير بالكعبة نتج عن
محاولة امرأة من قريش تبخير الكعبة فاشتعلت النار وضعف البناء ثم جاء سيل
حطم أجزاء الكعبة فأعادت قريش بناء الكعبة.
-----------------------------
دور المسجد الروحي على الأمن الاجتماعي
إن
للمسجد دوراً هاماً في حياة المسلمين، ومزايا جمة يجهلها كثير من الناس،
فهو المدرسة الجامعة لكل معاني الحياة، من محراب للعبادة، ومنارة للعلم
والمعرفة إلى دار للقضاء والصلح بين الناس وعقد ألوية الجهاد والدفاع عن
الأمة وكرامتها، المسجد على مدار التاريخ ملاذ الحائرين، وملجأ التائبين،
وآمال الباحثين عن الأمن والاستقرار، يقول تعالى: ((أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ
تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)) فجعل الله الأمن
والأمان وطمأنينة القلوب مرتبطة بذكر الله سبحانه وتعالى، الذي هو شغل
العابدين في بيوت الله، يقول تعالى: ((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ
تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ )) ففي هذا المكان الذي يعرج فيه العمل
والدعاء إلى السماء، لا يعمره إلا الطاهرون الصادقون في توجههم إلى الله،
لا يخافون ولا يخشون إلا الله لا يستعينون إلا بالله، قال تعالى:
((إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا
اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)).
ولهذا الدور العظيم في
حياة الأمة، كان أول عمل فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد هجرته من
مكة إلى المدينة هو بناء مسجد قباء، ليلفت الأنظار ويوجه القلوب إلى أهمية
هذا المكان الطاهر الذي خرج الجيل الأول من أصحاب رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- ، الذين نشروا العلم والإيمان في مشارق الأرض ومغاربها، عندما
جعلوا مخافة الله بين أعينهم، ورضا الله غايتهم، فكللوا جبين الدهر شرفاً
وفخاراً.
ثم خلف من بعدهم خلف
أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات، وانقلبت معظم المساجد إلى دور وثكنات،
للجماعات والفرق والأحزاب، فخلت من الروح، وبعدت عن دورها الريادي والقيادي
في بناء الإنسان ونشر الأمن والاستقرار إلى تخريج أفراد وأفكار ما أنزل
الله بها من سلطان، فدخلوا في متاهات وظلمات الجهل والخراب، فضيعت الجهود،
وقتلت روح الإبداع والابتكار، وبقينا في ذيل الأمم، لا نحرك ساكنا، ولا
نرفع ظلماً ولا نحرر أسرى أو أسيرات يبكون الحجارة والصخور الصماء من الظلم
الواقع عليهم من قتلة المرسلين والأنبياء. وبقيت مقدساتنا هدفاً يدنس كل
يوم من قبل الحاقدين والمتوطنين الغرباء.
وبعد أن كان المسجد الجامع
للأمة الحريص على وحدتها وقوتها، أصبح مكان الاختلاف والنزاع، والاقتتال
أحياناً على أتفه السباب بين أصحاب الدين الواحد، والقرآن الواحد، والقبلة
الواحدة، وهذا كله بسبب غياب الدور الرئيسي والأساسي لبيوت الله.
((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً)).
هذه الدعوة الخالدة في
بيوت الله، عبادة الله لا نشرك به أحداً، ولكن في أيامنا هذه أصبح كثير من
الناس يعبدون أحزابهم وحركاتهم، ويدافعون عنها أكثر من دفاعهم عن الإسلام،
فاصبحوا عباداً لها ودخلوا في الشرك من حيث لا يعلمون أو يعلمون تعصباً وكبراً أحي
وفى نهاية الموضوع
أتمنى أن ينال إعجاب الجميع
__________________
لاتنسى ذكــــر الله
سبحَان الله وبحمدهِ
سبحَان الله العـظيم
سبحَان الله وبحمدهِ
سبحَان الله العـظيم